السبت، 7 فبراير 2009

مصر خط العروبة الأحمر

في الصميم

مصر خط العروبة الأحمر

طلال عبدالكريم العرب

مع احترامنا وتقديرنا لجميع الدول العربية، ومن دون الحط من مقدار واهمية اي منها، فإن مصر الكنانة، مصر العروبة، هي خط العرب الاحمر الذي يجب عدم تجاوزه، او اضعافه، او التهوين من قدره.
قوة مصر هي قوة العرب، وضعف مصر هو ضعف لهم، شاء من شاء وأبى من أبى، اما الاصوات النشاز التي قادتها ايران اخيرا، والتي تتهجم فيها على مصر وتشكك في مواقفها القومية، واما التظاهرات التعيسة التي سيّرتها ضدها في دمشق وطهران، فلن تفت في عضد العرب الاصيلين، مهما حاولت ايران واتباعها. فهدف تلك الحملة معروف، والمراد هو عزل مصر عن محيطها العربي، وبالتالي الاستفراد به، وهذا هدف لن يتحقق لايران، فمواقف مصر القومية مع جميع العرب هي اكبر من ان تشكك فيها ايران الدخيلة علينا، او احزاب او دول، ومن يشك في ذلك فليقرأ تاريخ العرب، وليقرأ ملاحم الجند الذين خرجوا من مصر دفاعا عن العرب والمسلمين وتحريرا لمقدساتهم وطردا لغزاتهم. وقد روي عن رسولنا الكريم: «اذا فتح الله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا فيها جندا كثيفا، فذلك الجند خير اجناد الارض»، قال ابو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «انهم في رباط الى يوم القيامة»، كما انه ورد في صحيح مسلم، عن ابي ذر، قوله عليه السلام: «انكم ستفتحون ارضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فان لهم ذمة ورحما» قال الزهري: الرحم باعتبار هاجر، والذمة باعتبار ابراهيم عليه الصلاة والسلام، والذمة هنا بمعنى: الحرمة والحق، والله اعلم. فمهما اختلفت الاحزاب والدول مع مصر العروبة، فان عليهم ان يفهموا ان اضعاف مصر لن يكون لمصلحتهم، فهو اضعاف لهم، وبالذات الاحزاب الدينية التي تريد ان تفرض اجندة الآخرين علينا، فليقرأوا تاريخنا، وليتخذوا منه عبرة لعلهم يعتبرون.
الهجمة الاعلامية التي تقودها ايران ضد مصر العروبة، ستذهب ادراج الرياح اما الاحزاب التي دارت في فلكها والدول التي سارت في ركبها فلن تفلت من غضبة شعوبها.
وقوف تلك الاحزاب وبعض الدول العربية مع النظام الايراني، وفتح ابوابهم له لهي خيانة تفوق سابقاتها، لان تلك المواقف اضعفت من الموقف العربي. الارتماء في الاحضان الايرانية فعل مضر بمصالح الامة، ولا تفسير له الا بانه استجداء لدعمها من اجل الاحتفاظ بالسلطة، او من اجل الوصول اليها. ولكن ايران، وكما قلنا سابقا، لا تدفع لهم ولا تساندهم الا بثمن، ولن يكون اقل من رهنهم لارادتها ومصيرها، فلا تخونوا امتكم من اجل متاع الدنيا.
نقول لمن يدعون أنهم من نسل النبوة، وأن ابواب الغيب قد فتحت لهم، ونقول لمن يستغلون الدين والطائفة لتحقيق مآربهم العنصرية، بان يتدبروا ما قاله خاتم الانبياء وسيد المرسلين، وهو، فقط، الذي انزل عليه من لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو، وحده، الذي لا ينطق عن الهوى: اذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، واذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفس محمد بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله. فمهما حاولت تلك الدولة الفارسية استرجاع امجادها الغابرة، فانه، مصداقا لقول رسول الله، لا قيام ولا رجعة لتلك القوة، ومهما فعلت ايران فمصير مؤامراتها الفشل، ان شاء الله، فلتكف دسائسها عن جيرانها، ولتلتفت الى تنمية شعوبها المنهكة والمغلوبة على امرها، بدلا من تبذير اموالها على المارقين.

طلال عبدالكريم العرب-جريدة القبس الكويتية
talalalarab@yahoo.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق